أسباب الدوار المفاجئ... 3 تفسيرات طبية محتملة لشعورك به

الدوار المفاجئ ليس مجرد شعور عابر بعدم الاتزان؛ بل قد يكون عَرَضاً لمشكلة صحية كامنة تتطلب اهتماماً طبياً.
وفقاً لمصادر طبية موثوقة مثل «كليفلاند كلينك» و«هارفارد هيلث»، فإن الدوار قد ينجم عن اضطرابات في الأذن الداخلية، ومشكلات في الدورة الدموية، أو اختلالات في التوازن الأيضي.
اضطرابات الأذن الداخلية
تلعب الأذن الداخلية دوراً محورياً في الحفاظ على توازن الجسم. وعندما تتعرض هذه المنطقة لأي خلل، تظهر أعراض مثل الدوار أو الشعور بأن الغرفة تدور. من أبرز هذه الاضطرابات:
- الدوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV): يحدث عندما تتحرك بلورات صغيرة داخل الأذن إلى أماكن غير طبيعية، ما يسبب إحساساً بالدوران عند تحريك الرأس.
- التهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه: غالباً ما يكون ناتجاً عن عدوى فيروسية تؤثر على العصب المسؤول عن التوازن.
- داء منيير: يترافق مع طنين في الأذن وفقدان سمع تدريجي، ويُعتقد أنه ناتج عن تغيرات في حجم أو ضغط السوائل داخل الأذن.
تتطلب هذه الحالات تقييماً طبياً دقيقاً، وقد يشمل العلاج تمارين إعادة تموضع البلورات مثل «مناورة إيبلي»، أو العلاج الطبيعي المتخصص في التوازن.
مشكلات الدورة الدموية
الدوار قد يكون نتيجة لانخفاض مفاجئ في ضغط الدم؛ خصوصاً عند الوقوف بسرعة، وهي حالة تُعرف باسم الهبوط الانتصابي. هذا النوع من الدوار شائع لدى كبار السن أو من يتناولون أدوية خافضة للضغط.
كما تشمل تلك المشكلات أسباباً أخرى، أبرزها:
- اضطرابات نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني، والتي قد تقلل من تدفق الدم إلى الدماغ.
- الجلطات الدماغية أو النوبات الإقفارية العابرة (TIAs)، والتي قد تظهر على شكل دوار مفاجئ مصحوب بأعراض عصبية أخرى.
ينصح في حال ترافق الدوار مع ألم في الصدر، أو اضطراب في الرؤية، أو ضعف في أحد الأطراف، بالتوجه فوراً إلى الطوارئ.
اختلالات أيضية أو جهازية
تشير الدراسات إلى أن بعض الحالات الأيضية قد تسبب دواراً مفاجئاً، أبرزها:
- انخفاض سكر الدم (نقص الغلوكوز): شائع لدى مرضى السكري، أو من يتبعون حميات صارمة، ويؤدي إلى شعور بالدوخة، والتعرق، والارتباك.
- الجفاف: يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، وبالتالي تقليل تدفقه إلى الدماغ.
- الأنيميا (فقر الدم): نقص خلايا الدم الحمراء يقلل من كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ، ما يسبب دواراً مستمراً.
كما أن القلق والتوتر النفسي قد يؤديان إلى فرط التنفس، وهو ما يسبب شعوراً بالدوار أو «الانفصال عن الواقع» لدى البعض.
متى يجب القلق؟
رغم أن الدوار قد يكون أمراً بسيطاً، فإن تكراره أو ترافقه مع أعراض أخرى -مثل الإغماء، واضطراب في الرؤية أو الكلام، أو ألم في الصدر- قد يشير إلى حالة طبية خطيرة. في هذه الحالات، لا بد من مراجعة الطبيب فوراً.
الدوار المفاجئ ليس دائماً نتيجة للإرهاق أو قلة النوم، وفهم الأسباب المحتملة هو الخطوة الأولى نحو التشخيص السليم والعلاج الفعّال.