12:00 ص calendar الأحد 05 أكتوبر 2025 الموافق 13 ربيع الثاني 1447 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

تمر القضية الجنوبية اليوم بمنعطف تاريخي بالغ الأهمية، حيث تتقاطع التحديات الداخلية مع التحولات الإقليمية والدولية، بما يفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية مضاعفة في حسن قراءة المشهد وصياغة خيارات واقعية تستجيب لمصالح الجنوب وتطلعات شعبه.

فالتطورات في الإقليم لم تعد محكومة بمعادلات الحرب وحدها، بل دخلت مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، وصياغة موازين قوى جديدة، وتنامي حضور الملفات الأمنية والاقتصادية في حسابات الإقليم والدول الكبرى.

لقد أثبتت السنوات الماضية أن الجنوب لم يعد مجرد ساحة صراع، بل تحول إلى رقم صعب في معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما منح المجلس الانتقالي الجنوبي هامشاً سياسياً ودبلوماسياً أوسع، لكنه في الوقت نفسه يضعه أمام رهانات صعبة تتطلب توازناً دقيقاً بين الثوابت الوطنية والواقعية السياسية. فمن جهة، يظل خيار استعادة الدولة وبناء مؤسساتها على رأس أولويات المشروع الوطني الجنوبي، ومن جهة أخرى يفرض المشهد الإقليمي التعاطي مع متغيرات معقدة تستدعي خطاباً مرناً وشراكات أوسع.

إن أبرز التحديات تكمن في كيفية إدارة المجلس الانتقالي لعلاقاته مع القوى الإقليمية والدولية في ظل التباينات المتزايدة، دون التفريط بالثوابت أو الدخول في مسارات قد تضعف الموقف الجنوبي الجامع.

كما أن الداخل الجنوبي يواجه بدوره امتحاناً يتطلب تعزيز الاصطفاف الوطني وتوسيع دائرة الشراكة مع مختلف القوى السياسية والمجتمعية، بما يرسخ جبهة جنوبية موحدة قادرة على مخاطبة الخارج بلسان واحد.

وبالنظر إلى المستجدات الراهنة، يمكن القول إن خيارات المجلس الانتقالي تتراوح بين ثلاثة مسارات رئيسية هي:

- ترسيخ الجبهة الداخلية عبر تعميق الشراكة الوطنية الجنوبية وبناء مؤسسات الدولة المنشودة.

- توظيف التحولات الإقليمية لصالح القضية الجنوبية من خلال شراكات متوازنة تحفظ استقلالية القرار الجنوبي.

- تعزيز الحضور الدبلوماسي وتوسيع قنوات التواصل مع الفاعلين الدوليين بما يضمن الاعتراف بحقوق الجنوبيين ومكانة قضيتهم في أي تسوية شاملة.

إن نجاح المجلس الانتقالي في الجمع بين هذه المسارات سيشكل معياراً لقدرته على تحويل التحديات إلى فرص، وعلى تحويل رهانات اللحظة الراهنة إلى مكاسب استراتيجية تضع الجنوب على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها (استعادة الدولة الجنوبية) وترسيخ الشراكة مع الإقليم والعالم على أسس المصالح المتبادلة والاحترام المتكافئ.

تم نسخ الرابط