الدوري السعودي.. التعاون يهزم الاتفاق برباعية

لم يجد المدرب السعودي سعد الشهري طريقة أفضل من «الاعتذار» لأنصار الاتفاق، بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها الفريق أمام التعاون (1 - 4) في الجولة الثالثة من بطولة الدوري السعودي للمحترفين.
وكان الاتفاق غاب فنياً عن معظم مجريات المباريات، فيما قدم التعاون واحدة من أجمل مبارياته وأكثرها إمتاعاً هذا الموسم، الذي بدأه بخسارة قاسية من النصر بخماسية نظيفة ليستعيد توازنه بالفوز على الأخدود، ثم يظهر بشكل مختلف أمام الاتفاق ويحقق الفوز العريض الذي كسر تفوقاً اتفاقياً واضحاً سواء في المباريات التي تقام في الدمام أو بريدة.
هذه الخسارة لم تكن موجعة فقط بالنسبة للاعبين، بل أيضاً للمدرب سعد الشهري الذي لم يعتد السقوط بمثل هذه النتائج، التي كان آخرها قبل وقت طويل وتحديداً أمام الأهلي في دوري موسم «2017 - 2018».
ومع حجم الغضب الذي انتاب أنصار الفريق، فإن تاريخ المدرب سعد الشهري مع الاتفاق يشفع له، ومن ذلك حينما نقله من الصراع على الهبوط إلى المراكز المتقدمة قبل سبعة أعوام، كما أنه نجح في تحسن وضع الفريق الموسم الماضي عندما بدأ معه في الدور الثاني خلفاً للمدرب الإنجليزي ستيفن جيرارد، حيث حقق معه نتائج إيجابية، مما دعا الإدارة التي يقودها سامر المسحل إلى تجديد الثقة بطلب من الأعضاء الذهبيين وقناعة جماهير الاتفاق.
وسيتعين على الشهري استعادة توازنه في الدوري حينما يواجه ضمك يوم 26 سبتمبر (أيلول) الحالي في خميس مشيط، وقبلها لن يكون مقبولاً التعثر والخروج من بطولة كأس الملك عندما يحل ضيفاً على الباطن في حفر الباطن، ما يعني أن الاتفاق سيلعب ثلاث مباريات بعيداً عن أنصاره بعد أن كان قد بدأ الموسم بمباراتين على ملعبه في الدوري، فاز في الأولى على الأخدود وتعادل في الثانية أمام الأهلي.
في المقابل، مثل الفوز الكبير أهمية بالغة للتعاون، فعدا النقاط الثلاث التي تحققت، فإن مدرب البرازيلي شاموسكا انفرد بكونه أكثر المدربين تحقيقاً للفوز في بطولة الدوري السعودي برصيد 83 فوزاً في مشواره الطويل مع عدة فرق؛ من أبرزها الفيصلي والتعاون في فترة سابقة، عدا أندية كبيرة ومنافسة بقى فيها فترة وجيزة جداً مثل الهلال.
وتخطى شاموسكا المدرب التونسي فتحي الجبال الذي توقف رصيده عند 82 فوزاً قضى أغلبها في قيادة فريق الفتح وحقق معه أكبر المنجزات في تاريخ النادي.
وتعطلت مسيرة شاموسكا في دوري المحترفين بعد أن قرر قبول العمل مع فريق نيوم في دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، حيث قاده لدوري المحترفين ورحل منه ليعود إلى التعاون بعد توافق بين إدارتي الناديين وموافقة المدرب.
وسيكون هذا الفوز عالقاً في أذهان المدرب؛ لأنه سيبقى منفرداً باللقب لفترة قد تطول في ظل عدم احتفاظ غالبية الأندية بمدربيها لفترة طويلة.
كما أن اللاعب محمد الكويكبي سجل هدفاً انتظره طويلاً في شباك فريقه السابق، إلا أنه لم يحتفل به تقديراً لذكرياته الجميلة مع الاتفاق، حيث يعد ثاني أكثر اللاعبين تسجيلاً للفريق في تاريخ مشاركاته في دوري المحترفين، وبقي في الفريق نجماً أول، نحو 6 مواسم وصل من خلالها للمنتخبات السعودية.
بقيت الإشارة إلى أن التعاون وصل للنقطة السادسة، والأهم أنه بعث رسالة اطمئنان لأنصاره بقدرته على تحقيق أفضل النتائج بعد البداية الصادمة، التي بررها المدرب بكون الفريق لم يكن جاهزاً كحال النصر الذي كان قد بدأ موسمه بالوجود في السوبر السعودي الذي أقيم في هونغ كونغ.