مسلحو حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم

في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول جديدة في مسار عملية السلام الرامية لإنهاء حملة حزب العمال الكردستاني المسلحة ضد تركيا والتي استمرت أربعة عقود، قام الحزب يوم الجمعة بمراسم رمزية لإلقاء السلاح وإحراقه قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق.
شارك في المراسم ثلاثون من عناصر الحزب، 15 امرأة و15 رجلًا، حيث قاموا بحرق أسلحتهم في طقس رمزي حضره أكثر من مئة مراقب من تركيا، بينهم مسؤولون من حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة وصحفيون.
وأظهرت الصور التي التُقطت بعد المراسم مقاتلين بملابس مموهة يصطفون في طابور واحد لإلقاء بنادقهم الطويلة في قدر كبير من النار، بينما راقب مجموعة من الحضور غير المعروفين المراسم من خيام بيضاء نُصبت حول المكان.
وفي بيان نقلته وكالة ANF التابعة للحزب، وصف حزب العمال الكردستاني المراسم بأنها "خطوة حسن نية والتزام نحو نجاح عملي لمسار السلام"، وجاء في البيان: "نحن ندمر أسلحتنا بإرادتنا الحرة".
كان الحزب قد أعلن في مايو الماضي، إنهاء كفاحه المسلح ضد تركيا بعد أن أمر زعيمه المسجون عبد الله أوجلان بحل الحزب، ونزع سلاحه ضمن مفاوضات سلام مع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. وتُوجت هذه المفاوضات بإصدار أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ 1999 في سجن إيمرالي قبالة سواحل إسطنبول، أمرًا بحل الحزب في مارس. وفي رسالة مصورة نُشرت الأربعاء، تعهد أوجلان بتسريع خطوات نزع السلاح، وكانت هذه أول لقطات مصورة له منذ أكثر من عشرين عامًا.
كان من المقرر أن تُنقل المراسم مباشرة عبر وسائل الإعلام، لكن تم إلغاء التغطية احترامًا لمقتل 12 جنديًا تركيًا هذا الأسبوع في إقليم كردستان العراق نتيجة تسممهم بغاز الميثان أثناء بحثهم عن جثة زميل قُتل في اشتباك مع الحزب عام 2022.
أكدت مصادر مطلعة أن كبار مسؤولي الحزب مصطفى قره سو وبسه هوزات كان من المتوقع مشاركتهما في المراسم، وأكدت الصور حضور هوزات بالفعل. من جانبها، شددت السلطات الكردية في العراق الإجراءات الأمنية في محيط مكان المراسم، حيث انتشر عناصر مقنعون من القوات الخاصة على الطرق المؤدية للموقع، كما أظهرت لقطات تلفزيونية.
تخضع السليمانية لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الأحزاب السياسية الكبرى في الإقليم الكردي العراقي، والذي تتهمه أنقرة بتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني.