العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين

الحجامة ليست مجرد شكل من أشكال الطب البديل حديثا بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ استخدمت في الحضارات الفرعونية والإسلامية، ووردت في الطب النبوي، وهو ما جعلها محط اهتمام الدراسات الطبية قديما وحديثا، وأوصى بها عدد من أطباء العرب والمسلمون مثل ابن سينا، والزهراوي، وأبو بكر الرازي.
وتتم الحجامة من خلال سحب الدم الفاسد أو المحتقن من الجسم عن طريق كؤوس خاصة توضع على الجلد، وذلك في صورتين، الأولى "الحجامة الجافة" التي تستخدم فيها كؤوس لشفط الجلد فقط دون إخراج دم، والصورة الأخرى هي "الحجامة الرطبة" تتضمن شقوقًا خفيفة في الجلد لإخراج كمية قليلة من الدم بعد عملية الشفط، ويتم اختيار نوعها حسب الحالة المرضية.
فوائد الحجامة على الصعيد الطبي
من فوائد الحجامة المثبتة طبيا تعزيز الدورة الدموية، وطرد السموم إلى خارج الجسم، وخفض مستويات الكولسترول الضار، وتحفيز الجهاز العصبي الطرفي، والتحكم في ارتفاع ضغط الدم، وتنظيم جهاز المناعة، خفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، وتخفيف آلام الظهر والرقبة، والتخلص من القلق، والتعب، والصداع النصفي، والروماتيزم، وتحسين عمليّات الأيض، والتخلص من الإمساك، وتحسين عمليات الهضم.
الآثار الجانبية للحجامة
أما الآثار الجانبية فتتمثل في أن الحجامة تعتبر إحدى طرق العلاج الآمنة إلا أنها يمكن أن تظهر الآثار الجانبية التالية بعد إجرائها مثل: (الندبات، الحروق، الصداع، الحكة، الدوار، ورم دموي صغير، ألم في موضع الحجامة، التهابات جلدية).
دواعي إجراء الحجامة
يتم إجراء الحجامة علميا لعدد من الحالات من بينها:
(الآلام الهيكلية العضلية وألم أسفل الظهر العام المستمر، والتهاب النسيج الليفي، والتهاب العضلات الليفي، وألم التهاب المفاصل النقرسي الحاد).
(الأمراض العصبية؛ مثل الصداع، والصداع النصفي).
(أمراض المناعة الذاتية؛ مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والبهاق)، (السكري، تساهم الحجامة في تقليل مقاومة الأنسولين)
محاذير إجراء الحجامة
ومن محاذير إجراء الحجامة فهي للفئات التالية: الحوامل، وكبار السن، حالات العدوى الجلدية، اضطرابات النزيف الدمويّ، حالات وجود شقوق أو جروح، حروق الشمس، مشاكل في أحد أعضاء الجسم الداخلية، الفئات العمرية الصغيرة اللذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، النساء اللاتي في فترة الحيض.
الحجامة في الطب النبوي
تعد الحجامة من أهم وسائل الطب النبوي، فقد ثبت عند الترمذي في الشمائل عن أنس قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة"، كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة"، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: يا محمد عليك بالحجامة"، فالملائكة أرشدت النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى هذا الأمر.
ويُفضل إجراء الحجامة الوقائية في أيام معينة من الشهر القمري، خصوصًا في 17، 19، و21، كما ورد في السنة النبوية.